بيان الدورة الـ 24 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة المنعقد بمدينة سلا..

0

صوت الأحرار من الرباط /


في سياق الإعداد للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، انعقدت الدورة الرابعة والعشرون للمجلس الوطني يوم الأحد 05 مايو 2019 بسلا.

وبعد نقاش مسطري متعلق بتسيير أشغال الدورة في غياب السيدة رئيسة المجلس الوطني، فوض المجلس الوطني للدكتور الشيخ بيد الله تسيير أشغالها.

وبعد أن عرض هذا الأخير جدول أعمال الدورة، تناول الكلمة السيد المهدي بنسعيد مستعرضا كلمة رئاسة المجلس الوطني. وقد توقفت الكلمة على السياق الذي تنعقد فيه الدورة معتبرة إياها مناسبة لضخ نفس جديد في الحزب بإقرار الالتزامات النضالية المغلبة لروح المشروع الحزبي، حتى يتسنى له الاضطلاع بمهامه والانكباب على التحديات الحاضرة والمستقبلية، والاستعداد للاستحقاقات القادمة.كما استحضرت الكلمة المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الحزب في المرحلة الراهنة داعية إلى توحيد الجهود لتأهيل العرض الحزبي من أجل استعادة الثقة في المشروع السياسي للحزب بوصفه مشروعا حداثيا ديمقراطيا .

بعد ذلك تناول الكلمة السيد الأمين العام حكيم بنشماش راصدا من خلالها العديد من القضايا ذات الأبعاد التنظيمية والسياسية والمجتمعية، مستحضرا السياقات الوطنية والإقليمية والدولية. وفي هذا الصدد، أكدت الكلمة على ضرورة المساهمة في ربط جيل الإصلاحات الضرورية المطلوبة اليوم بالإصلاحات والأوراش التي أطلقتها بلادنا، ودعت إلى ضرورة تحصين أمن واستقرار بلادنا، وصون وحدته الترابية من كل المطامع والمناورات في سياق اقليمي وجهوي متوتر، ومطبوع بالعديد من المخاطر والتهديدات.

كما استحضرت الكلمة تبعات وانعكاسات الوضع الاجتماعي المقلق ببلادنا، وهو الوضع الذي يعمق من حدة التوترات والاحتقانات الاجتماعية المتواترة.في الوقت الذي تصر فيه الأغلبية الحكومية على تدبير الشأن العام بمنطق تصريف الأعمال، وإغراق بلادنا في مديونية مفرطة سترهن حاضر ومستقبل الوطن.وهو ما يؤشر على أن السنوات القادمة ستكون عصيبة، ليس فقط بالنظر للتوقعات الاقتصادية المرتبطة بتدني نسبة النمو التي لن تتجاوز 2 بالمائة في أحسن الأحوال، بل أيضا بالنظر للهدر غير المبرر لفرص وإمكانات تقدم البلاد، وتعطيل الأوراش الإصلاحية الكبرى.

وفي المقابل، يزداد القلق بشأن توسع حالة الانتظارية، وانسداد الآفاق،والإحباط في سياق ديناميات اجتماعية متسارعة غير قابلة للضبط ، أو الاستشراف المستقبلي الدقيق.في مرحلة تعلن توسع الشعبويات بمختلف تلاوينها، والنزعات الشوفينية، والخطابات والقنوات الرجعية المعادية للتحديث والتقدم،واستمرار حركات الإسلام السياسي بجميع تمظهراته في التشويش على المسار الديمقراطي ببلادنا، وعرقلة انبثاق الوعي الديمقراطي الحداثي المشبع بالأصالة المغربية.

وفي هذا الصدد ،دعت الكلمة إلى ضرورة استحضار كل هذه المعطيات،مع ما تفترضه من تعبئة مستمرة، وحس وطني جامع يدعو كل الفاعلين الحزبيين والمؤسساتيين إلى تغليب النفس الوطني الوحدوي، والعمل على إحياء وتعزيز الثقة ، واستثمار الإمكانات المهدورة لوضع بلدنا على سكة التنمية والتقدم. ولعل الاستكانة لخطاب الاستقرار والاستثناء يعد حجة لا تستقيم أمام حجم المخاطر المتزايدة التي ما فتئت تهدد النسيج المجتمعي.

وقد دعت الكلمة الى ضرورة تأهيل المشروع السياسي للحزب ليكون في مستوى التحديات المطلوبة، واستحضار التطلعات المشروعة للشعب المغربي.

وفي معرض كلمته نوه الأمين العام بمبادرة “نداء المسؤولية” الذي أطلقه بعض قياديي الحزب، مستشرفا من خلالها محطة المؤتمر الوطني الرابع الذي ينبغي أن يشكل مؤتمرا للحقيقة، والوضوح، ومحطة طموحة لتجديد وتحيين أدبيات الحزب في مضامينها وأبعادها السياسية والدستورية والاجتماعية والثقافية ، وتطوير العرض البرنامجي للحزب، مع مايستلزم ذلك من بلورة فكرة- مشروع المواطنة الدامجة بكل أبعادها الدستورية والثقافية والمجالية والحقوقية. والاهتمام بتوسيع المشاركة السياسية لدى الشباب والنساء، ولدى عموم المواطنات والمواطنين المنتمين للمغرب العميق.

ومن جانب آخر، استمع المجلس الوطني لتقارير شملت أنشطة المكتب السياسي، والمكتب الفيدرالي، والهيئة الوطنية للمنتخبين، والفريقين البرلمانيين.

وبعد نقاش مستفيض توقف المجلس الوطني مطولا على تشخيص الوضع الداخلي للحزب، مستحضرا العديد من القضايا همت على وجه الخصوص مسائل الحكامة التنظيمية، والإعلام ،وعلاقة السياسي بالنقابي، وشروط مأسسة العمل الحزبي، والاحتكام للقوانين وتخليق الممارسة الحزبية،وضرورة مواكبة المنتخبين.

وقد توجت أشغال هذه الدورة بالمصادقة على تركيبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب مع تفويض الأمين العام ورئيس المكتب الفيدرالي ورئاسة المجلس الوطني إضافة 25 عضوا وعضوة من فعاليات و كفاءات وأطر الحزب.
الرباط 05 مايو 2019.

عن موقع “البام”

اترك رد